آخر الأخبار

السبت، 20 سبتمبر 2014

مقدمة في تطوير الذات

مقدمة :
يقول المولى عز وجل في سورة الرعد : 
(إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) 
 صدق الله العظيم 

يمر علينا فترات نريد فيها الجلوس مع ذواتنا ، وعندما تجلس مع أنفسنا نوجه إليها أسئلة مثل :
  • هل أنا واثق من قدراتي ؟
  • هل أنا راضي عن نفسي ؟
  • ما هو الهدف من حياتي ؟
  • هل أنا ناجح ؟
  • هل أنا سعيد ؟
نحاول البحث عن إجابة لهذه الأسئلة ، وحينما لا نجد الإجابة في شخصنا في أعماقنا ، نبحث عنها لدى الآخرين ، والآخرين يختلفون فيما بيما بينهم ، نظن أن كل شخص نقابله يملك الإجابة التي نبحث عنها ، هذا ما يسبب لنا التشتت والحيرة ، وبالتالي نبحث من جديد عن إجابة كنا نعتقد أننا وجدناها .
مهما بحثت وتعمقت في البحث فإنك لن تجد الإجابة إلا معك وفي أعماق ذاتك ، قراءة الذات بشكل جيد والتعرف عليها أكثر ، يجعلك تجد الإجابة عن كل هذه الأسئلة ، وحينما يجد الشخص الإجابة التي تقوده إلى النجاح ، فإن ذك يجعل من الشخص مبدعا ومتميزا بشكل يقوده إلى النجاح والتميز بشكل عام .
المبدعين والعلماء والمخترعين والقادة المتميزين هم ببساطة أناس إستطاعوا الإجابة على مثل هذه الأسئلة ، عرفوا كيف يديرون ذواتهم ، ويديرونها بالشكل الذي يحقق أهدافهم ، أمثال نيوتن ( مكتشف الجاذبية ) وأديسون ( مكتشف الكهرباء ) ، والأهم من ذلك قادة عظماء إستطاعوا قيادة أمة إسلامية بأسرها ، الخلفاء الراشدين وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وغيرهم .
الحياة ملئية بالأشياء والمواقف والأشخاص والعناصر ، التي قد تكون إيجابية أو قد تكون سلبية . هذا الأشياء والعناصر عبارة عن رسائل تبادلية يمر بها الأفراد ويتناقلونها فيما بينهم . وقد تكون هذه الرسائل متعلقة بالإعتقادات والأحاسيس أو المشاعر أو طريقة التصرف أو السلوك الممارس أو طريقة    التحدث . ويختلف الناس في طريقة إستقبالهم لهذه الرسائل ، فبعضهم لا تعجبه هذه الرسائل ولا يتوافق معها ويحاول تغييرها ، والبعض الأخر تعجبه هذه الرسائل وبالتالي يتوافق معها ويقبلها ، لدرجة أنه تتم برمجته على التصرف من خلالها دون أن يدرك مدى صحتها من خطأها ، ويؤمن داخل ذاته أنه لا يمكن تغييرها . مثل هذه البرمجة السلبية تصبح هي بحد ذاتها مصدرا للمشاكل التي تعانيها الأمم ، سواء كانت مشاكل شخصية أم أسرية أم إجتماعية أم حتى إقتصادية وغيرها .
المركز الأساسي والجوهر الأساسي هنا هو الإنسان نفسه ، فمتى ما أدرك الإنسان إمكانية التغيير والتحول من البرمجة السلبية إلى البرمجة الإيجابية فإنه سيتغير ، وسيتمكن من إحداث التغيير الإيجابي الذي يعود عليه بالنفع والفائدة ، وللذين من حوله ، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
إذن التغيير يبدأ من الداخل إلى الخارج وليس العكس ، إبدأ بنفسك وبتغييرها قبل أن تطلب من الآخرين أن يتغيروا ، إبدأ بنظرتك إلى نفسك ، والطريقة التي تفكر فيها .

ماهية إدارة الذات :
يتكون مصطلح إدارة الذات من كلمتين ، الأولى الإدارة والثانية الذات . معنى الإدارة هي توجيه الإمكانيات إلى آلية إستخدام معينة تضمن تحقيق الأهداف التي تم تحديدها . أما الذات فتعرف على أنها إتجاهات ومشاعر الشخص عن نفسه ، وبالتالي تعرف إدارة الذات على أنها معرفة الشخص لقدراته وإستخدامه الأمثل لهذه القدرات من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى إليها .

محاور إدارة الذات :
موضوع إدارة الذات أخذ كثير من إهتمام العلماء في السنوات الأخيرة ، حيث أدركوا القوة الهائلة الموجودة داخل الفرد ، وأهمية إستخدام هذه القوة من أجل التغيير ، كل هذا دفعهم للبحث عن موضوع إدارة الذات أكثر ، وهناك محاور عديدة يمكن للمرء من خلالها أن يصل إلى التغيير الإيجابي ، وينجح في إدارة ذاته وفهم نفسه وتوجيه قدراته ، هذه المحاور تتمثل في :
أولاً : وضوح الهدف :
يجب أن يكون الهدف الذي يسعى الإنسان إلى تحقيقه هدفا واضحا ومحددا بشكل دقيق ، ويتضمن تحديد الهدف الأساسي تحديد بعض الأهداف الجزئية التي تندرج ضمن الهدف الأساسي ، وتكون جزء من بناء الخطة . والعكس صحيح فعند تحديد أهداف غير واضحة يتشتت تركيز الشخص على هدف محدد ، وبالتالي تضيع الجهود المبذولة وتتعطل القدارت لديه ، وإذا كان هدفك غير واضح فلن تستطيع تحقيقه .
كذلك يفضل أن يكون هذا المحدد بشكل واضح ودقيق أن يكون مكتوبا ، لأن الكتابة تضفي الرسمية على الهدف ، وتعطي الشخص إنطباعا بضرورة  الإلتزام ، كما أنه يمكن الرجوع إلى الهدف المكتوب في حال الشعور بالتشتت وضياع التركيز .
هناك ستة أصدقاء يمكن أن يساعدوك في كتابة هدفك الأساسي بطريقة واضحة ودقيقة ، هؤلاء الأصدقاء الستة هم :

  1. ماذا : ما هو الهدف الذي أريد تحقيقه ؟
  2. كيف : كيف أحقق هذا الهدف ؟
  3. متى : متى أحقق هذا الهدف ؟
  4. لماذا : لماذا أريد تحقيق هذا الهدف ؟
  5. أين : أين سأحقق هذا الهدف ؟
  6. من : من هم الأشخاص الذين أحتاج إلى مساعدتهم من أجل تحقيق هذا الهدف ؟
أنواع الأهداف :
هناك 3 أنواع من الأهداف :

  • أهداف قصيرة المدى : وهي أهداف تحتاج إلى وقت قصير لتحقيقها ، وأحيانا تكون هذه الأهداف القصيرة المدى عبارة خطوات أولية لتحقيق الأهداف طويلة المدى 
  • أهداف طويلة المدى : وهي التي تأخذ وقت طويل في تحقيقها ، وغالبا ما تكون هذه الأهداف يلزم تحقيقها مدة الحياة ، وهي الأهداف الأخروية مثل دخول الجنة .
  •  أهداف غير قابلة للتحقيق : وهي الأهداف الخيالية الغير واقعية والغير محددة بمكان أو زمان .
شروط الهدف الصحيح :
يمكنك أن ترسم صورة واضحة للهدف الذي تسعى من أجله ، ويمكن لطريقة سمارت ( SMART ) أن تساعدك في ذلك :


  • S ( Specific ) : وتعني محدد ( عليك أن تعرف بالتحديد ما الذي تريده ) .
  • M ( Measurable ) : وتعني قابل للقياس ( يجب أن تتمكن من قياس هدفك ، وقياس مدى النجاح في أدائه ) .
  • A ( Attainable ) : وتعني يمكن تحقيقه ( يجب أن يكون هدفك في حدود قدراتك وإمكانياتك حتى تستطيع تحقيقه ، نعم يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لكن ليس مستحيلا ) .
  • R ( Relevant/Related ) : وتعني مناسب/وثيق الصلة ( حاول إيجاد بعض الصلات بين الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه وبين شعورك بالنجاح والفخر والرضا عن نفسك ، هنا حاول الإجابة على سؤال كيف سيكون رضاي عن نفسي إذا حققت هذا الهدف هل سأشعر بالسعادة ؟ )
  •  T ( Time-Based ) : وتعني مبني على وقت محدد ( مهما كان هدفك قصير أو طويل المدى حاول أن تحدد المدة التي تلزمك لتحقيق هذا الهدف ، لا تجعل أهدافك مفتوحة المدى فإن هذا سيشعرك بالبعد عنها وصعوبة تحقيقها ، وبالتالي الشعور بالإحباط والضعف ) 
ثانياً : التفكير في هدفك :
عليك أن تكون جاداً في التفكير في هدفك الذي حددته ، آمن به كقيمة ومبدأ في قلبك ، إجعله معك ، يشاطرك يومك وتفكيرك ، صبحك ومساك ، إجعله أمام عينيك دائماً ، هكذا سوف تتحول جميع مشاعرك وإحاسيسك وعواطفك نحو تحقيق هذا الهدف ، وسيتحول هدفك إلى حقيقة وليس مجرد خيال  تعيشه .

ثالثاً : الثقة بالنفس :
الثقة بالنفس هي الوقود الذي يدفعك للنجاح في إدارة ذاتك ، فلا يمكن أبداً أن تنجح في إدارة ذاتك وأنت تعيش في ظل من الإحساس بعدم الثقة والنقص وإنعدام القدرة . لابد أن يكون الشخص واثقاً من ذاته ومقدراً لإمكانياته ومؤمنا بذاته .
فوائد الثقة بالنفس :
·         تمكنك من معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف لديك ، ويصبح دورك تعزيز وزيادة نقاط القوة والعمل على تحسين وعلاج نقاط الصعف .
·         تمكنك من تحليل خصائص الشخص المتميز ، وبالتالي التعرف على خصائصك المتميزة .
·         تحميك من التقليد وتعينك على إختيار القدوة الأمثل .
·         هي مصدر الطاقة لك في تحديد أهدافك ورسم الخطط في سبيل تحقيق هذه الأهداف .
أمثلة للإعتقادات الإيجابية عن الذات والتي تدعم الثقة بالنفس :
·         If you can , I can  .
·         لدي القدرة والقوة والصحة على أن أحقق هذا الهدف .
·         نعم ، بإمكاني النجاح .
·         كثير من الأشخاص حولي يأخذون رأيي وتعجبهم مقتراحاتي .
أمثلة على الإعتقادات السلبية عن الذات والتي تحبط من الثقة بالنفس :
·         أنا لا شيء .
·         وين ما أدقها تجي عوجاء .
·         لا أملك شيء يجعلني من الناجحين .
·         أنا لست ممن كتب لهم النجاح .
علامات الإحساس الناقص :
·         الميول إلى العاطفة والحب : الشخص الذي لديه نقص في الحاجة إلى الحب والعاطفة يبحث عنها ويحاول أن يجدها في أشخاص آخرين ، بينما الشخص الذي لديه حب وعاطفة كاملين فهو يبحث عن أشخاص لمنحها لهم .
·         الرغبة في بلوغ الكمال : في سعي الشخص نحو الكمال فإنه ينتهج قواعد صارمة جدا ، وبالتالي سرعان ما سيشعر بأنه مهما فعل فإنه لن يفلح وسيشعر بالإحباط . هذا بالإضافة إلى أن السعي للمثالية والكمال ليس شيء سيء ، لكن الشيء السيء هو أن تسعى للمثالية في عالم غير مثالي.
·         الإستسلام للنتائج السلبية : الفشل هو أول خطوة في طريق النجاح ، إستسلامك للنتائج السلبية يعني إستسلامك للفشل ، وبالتالي عدم وصولك للنجاح .
·         الحزن لنجاح الآخرين : هذا ليس مجرد نقص في ثقة الإنسان بنفسه ، إنما هو نقص في الإيمان ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب للنفسه ) .
·         الحساسية الفائقة : الحساسية الزائدة هي التأثر بمواقف عادية لا يعبأ بها الآخرين ، ( كأن يقول شخص معين كلمة لا يعني بها أي سوء وتحزن أنت لذلك أيام ) .
منقول للامانة


اسرة دليل الخريجين الاردنيين

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة © 2015 Khaldun Tayseer Center

تعريب مداد الجليد